أو عندما يواجه الإسلام المورمونية
تعتبر الرسالة هي جوهر كل الديانات الإبراهيمية. والرسالة هي الهدي الإلهي المنطوق بواحدة من اللغات التي يتكلمها الإنسان [۷۵:۱۸] [۴۰:۶۶] [۲:۱۵۹] [۱۴:۴] [۱۹:۷۹]. والرسول هو الشخص المختار والإنسان الفاضل الذي من خلاله تم تلقي الرسالة. ومع ذلك، فإن هذا الدور الأساسي للرسول لا يقلل من أي من القيم الإنسانية فهو : لا يعلم الغيب [۶:۵۰]، ويخطئ [۹:۳۴] [۴۷:۱۹] [۸۰:۱۰]، وله رغبات جسدية [۳۳:۳۷]. ومع ذلك، بعد وفاة الرسول العظيم للإسلام ابتدع المسلمون ولفقوا دوراً جديداً له، وعرفوا المسلم المثالي بالذي يحاكي كل سلوكياته ونمط حياته وزيه وحتى حجم اللحية! ولقد ازداد هذا الابتداع في عصرنا لدرجة أن الرسول بدون هذا الدور الملفق يبدو عديم الجدوى! فعلى سبيل المثال إذا تسائل شخص ما أن الحديث (القصص المنسوبة إلى الرسول) ربما ليست أحد أعمدة الإسلام، هنا يعتبر المسلمون أن هذا تجاهل للرسول وإهانة له! وسيسأل: إذا كان الحديث ليس من أركان الإسلام، إذاً لماذا كان هناك رسولاً في المقام الأول ؟!
وفي هذ المقال نراجع اكتشاف الرسالة ، بديلاً لوحي الرسالة ولكن بدون رسول، وسوف نبين أن دور الرسول في تلقي ونشر الرسالة أمر بالغ الأهمية. ويعتبر موقف الرسول في الدين ثمين بالفعل ولا يحتاج منا ابتداع الحديث ليصبح جدير بالاهتمام.
وفي هذ المقال نراجع اكتشاف الرسالة ، بديلاً لوحي الرسالة ولكن بدون رسول، وسوف نبين أن دور الرسول في تلقي ونشر الرسالة أمر بالغ الأهمية. ويعتبر موقف الرسول في الدين ثمين بالفعل ولا يحتاج منا ابتداع الحديث ليصبح جدير بالاهتمام.
اكتشاف الرسالة
ولكى نفهم أهمية دور الرسول في الدين بشكل أفضل، فإننا في هذا القسم نناقش طريقة بديلة لتوصيل الرسالة الإلهية للإنسان الدنيوي. فلنفترض أن الله يريد أن يوصل الرسالة للناس في منطقة ما دون استخدام رسول وسيط. إحدى المناهج هو أن يكتب الرسالة الإلهية على لوح لكي يتمكن الناس من قراءتها مباشرة دون الحاجة إلى رسول وسيط. وتكون المشكلة هي كيف يعرف الناس أن اللوح من الله وليس من صنع الإنسان. ولكن إظهار هذه الألواح، سيكون هناك دائماً واحد من الناس هو أول من يكتشف الألواح، وسنطلق عليه مكتشف الرسالة. وهنا ينبغي أن تكون هناك آلية لإبلاغ مكتشف الرسالة بأهمية وأصل الرسالة، مثل تغييرات ذات مغزى في حيز الرؤية لمكتشف الرسالة (مثل هبوط الألواح من السماء [۴:۱۵۳])، أو تغيرات ذات مغزى في الحيز السمعي لمكتشف الرسالة (مثل سماعه كلمات من السماء [۲۰:۱۱]). وتتشابه هذه الآلية عملياً حيث الوحي يكون ملكاً [۹۶:۱] أو الله [۲۰:۱۳] يتحدث إلى الرسول.
وستكون المشكلة التالية هي أن اللوح المادي لن يتمتع بالحياة الأبدية. إن لم يكن بسبب حروب البشر، فإن الألواح ستدمر في نهاية المطاف بسبب عوامل التعرية الطبيعية. والأكثرية التي من شأنها أن تترك للأجيال القادمة ستكون عبارة عن نسخة من الألواح والأدلة التاريخية التي حفظت ما قالته الألواح. وهذا هو نفس المصير الذي حدث لألواح موسى الحجرية التي تحتوي على الوصايا العشر. وبالتالي بالنسبة للأجيال القادمة فإنها لا تفرق سواء أكانت الرسالة منقوشة على ألواح بواسطة الإنسان أو بمعجزة إلهية، وسواء ما إذا كان مكتشف الرسالة قد قرأ الرسالة على لوح مادي أو قد تلقى الرسالة عن طريق الوحي. ومن وجهة النظر هذه، فإن مكتشف الرسالة ليس لديه ميزة في منهج الوحي الذي يمارس.
وبعد إبلاغ مكتشف الرسالة بمغزى الرسالة، سيكون التحدي التالي هو إقناع الناس بالمنطقة بأهمية ومصداقية الرسالة: ويحتاج مكتشف الرسالة لمنهاج لجذب انتباه شعبه. والنهج المعروف هو المعجزة: ويمنح الله مكتشف الرسالة القدرة على إجراء تغييرات خارقة في البيئة الطبيعية؛ ويشاهد شعوب المنطقة هذه التغيرات الخارقة بالعين المجردة ويكتسبوا الايمان في أهمية وسلامة مهمته [۷:۱۲۰]. ثم تكون المشكلة بأن تقل دهشة المعجزة جيل بعد جيل ويأتي الوقت الذي يسأل فيه جيل المستقبل الذي لم يشهد المعجزة مباشرة ويسأل نفسه: هل حدثت المعجزة بالفعل؟ [۱۶:۲۴] ولذلك فإن مجال المعجزة يقتصر على شعوب المنطقة وربما بضعة أجيال من بعدهم، وستنتهي صلاحيتها عاجلاً أو آجلاً.
وستكون المشكلة التالية هي أن اللوح المادي لن يتمتع بالحياة الأبدية. إن لم يكن بسبب حروب البشر، فإن الألواح ستدمر في نهاية المطاف بسبب عوامل التعرية الطبيعية. والأكثرية التي من شأنها أن تترك للأجيال القادمة ستكون عبارة عن نسخة من الألواح والأدلة التاريخية التي حفظت ما قالته الألواح. وهذا هو نفس المصير الذي حدث لألواح موسى الحجرية التي تحتوي على الوصايا العشر. وبالتالي بالنسبة للأجيال القادمة فإنها لا تفرق سواء أكانت الرسالة منقوشة على ألواح بواسطة الإنسان أو بمعجزة إلهية، وسواء ما إذا كان مكتشف الرسالة قد قرأ الرسالة على لوح مادي أو قد تلقى الرسالة عن طريق الوحي. ومن وجهة النظر هذه، فإن مكتشف الرسالة ليس لديه ميزة في منهج الوحي الذي يمارس.
وبعد إبلاغ مكتشف الرسالة بمغزى الرسالة، سيكون التحدي التالي هو إقناع الناس بالمنطقة بأهمية ومصداقية الرسالة: ويحتاج مكتشف الرسالة لمنهاج لجذب انتباه شعبه. والنهج المعروف هو المعجزة: ويمنح الله مكتشف الرسالة القدرة على إجراء تغييرات خارقة في البيئة الطبيعية؛ ويشاهد شعوب المنطقة هذه التغيرات الخارقة بالعين المجردة ويكتسبوا الايمان في أهمية وسلامة مهمته [۷:۱۲۰]. ثم تكون المشكلة بأن تقل دهشة المعجزة جيل بعد جيل ويأتي الوقت الذي يسأل فيه جيل المستقبل الذي لم يشهد المعجزة مباشرة ويسأل نفسه: هل حدثت المعجزة بالفعل؟ [۱۶:۲۴] ولذلك فإن مجال المعجزة يقتصر على شعوب المنطقة وربما بضعة أجيال من بعدهم، وستنتهي صلاحيتها عاجلاً أو آجلاً.
مكتشف الرسالة = الرسول
في الجزء السابق أوضحنا ذلك من خلال معالجة أوجه القصور في منهاج اكتشاف الرسالة، ويصبح مكتشف الرسالة بشكل أساسي رسولاً: يتلقى الرسالة من خلال الوحي ويستخدم المعجزة لجذب انتباه شعوب المنطقة. ويعتبر موسى المثال التاريخي الجيد لمنهاج اكتشاف الرسالة الذي أحضر الألواح التي تحتوي على الوصايا العشر، والذي كان رسولاً بالفعل.
الفخامة في طريقة إرسال الإسلام
هناك نقطتان في طريقة إرسال الإسلام والتي تجعله يبرز. أولاً أنه بدلاً من المعجزات التقليدية، فإن ما يجذب الناس في المنطقة إلى الرسالة هو الشخصية الاستثنائية لرسول الإسلام [۳:۱۵۹] [۹:۱۲۸] [۶۸:۴]. فكان يتمتع محمد بمثل هذه السمعة في الأمانة والاستقامة لدرجة أن الكثير من سكان المنطقة تقبلوا الرسالة فقط بناءً على كلامه. النقطة الأخرى هي أنه عندما توسعت الرسائل واشتكى المتذمرون من غياب المعجزات التقليدية [۶:۳۷] [۲:۱۱۸ ] ويقاوم الإسلام مثل هذه الطلبات [۲:۳۳] ويذكر نص الرسالة على أنه المعجزة [۲۰:۱۳۳]. وتعتبر طبيعة نص الرسالة نفسه المعجزة في الإسلام وهي مفتاح الخلود لها: ففي الديانات الأخرى بعد عصور فلن يتبقى هناك شيء من المعجزات إلا بعض الأساطير عنهم، وحتى لو أن جيلاً يؤمن بها فيجب أن يكون من خلال ثقته بالمؤرخين الوسطاء. وما العلم في أن ما نذكره هو أضعف وأكثر من ألا يعتمد عليه وهو التاريخ! ولكن لكي تؤمن برسالة الإسلام، فلست في حاجة لتثق بأي من المؤرخين: فيمكن لأي إنسان في أي وقت أن يقرأ الرسالة (القرآن الكريم) ومعرفة ما إذا كان إلهياً أم لا [۱۱:۱۳]. وبعبارة أخرى، فإن القرآن هو الرسالة التي يمكن التحقق منها ذاتياً والتي لا تحتاج لقناة جديرة بالثقة عبر التاريخ. (راجع الملحق 2 لمزيد من المناقشة عن هذا الموضوع)
مزايا الوحي التدريجي للقرآن
في الأجزاء السابقة أوضحنا أن طريقة اكتشاف الرسالة ليس لها ما يميزها عن طريقة إرسال رسالة الإسلام. وفي هذا الجزء فإننا نذكر بعض مزايا الوحي التدريجي للقرآن على رسول الإسلام عن النهج البديل لاكتشاف الرسالة (اكتشاف مفاجئ للقرآن الكريم من قبل محمد). يقول القرآن أن الوحي التدريجي للقرآن يثبت قلب الرسول [۲۵:۳۲]. فالرسول، على الرغم من أنه شخص فاضل، فهو جوهرياً إنسان لديه جميع شكوك وعيوب البشر. فكان وحي القرآن يحدث تدريجياً وفقاً للحالة التي كان فيها، لتعزيزه عبر طريقه الصعب.
ثانيا، إن الوحي التدريجي للقرآن الكريم لحالة معينة يسلط الضوء على هذه النقطة المهمة وأن تفاصيل الأوامر المذكورة في القرآن تنسج بشكل وثيق في خصوصيات الزمان والمكان الذي فيه يهبط الوحي بالقرآن، وبالتالي فهي ليست بالضرورة عالمية ولا أبدية. فعلى سبيل المثال يشتمل القرآن على بعض التفاصيل الصغيرة عن أحكام الميراث (والتي نزلت على ما يبدو بعد أن تم طرح الأسئلة المطابقة من قبل الناس بالمنطقة [۴:۱۷۶] [۲:۲۱۵]). والحقيقة أن مثل هذه الأحكام نزلت بناءً على سؤال أو حدث محدد، وحقيقة لا يشجع القرآن الناس بالمنطقة على طرح أسئلة عن تفاصيل لا داعي لها [۲:۷۱] [۵:۱۰۱]، وهذا يقودنا إلى أن نفهم أن مثل هذه التفاصيل ليست جوهر الدين وأنها تنسج بشكل وثيق لوقت وثقافة محددة.
ثالثا، إن البذرة مع أعلى إمكانيات الإتقان ليس لديها فرصة لتنمو في المستنقعات المالحة وسيقضى عليها في مهدها. فلولا تضحيات محمد لنشر الرسالة لشعبه [۲۶:۳]، ولولا طاعة مجموعة من شعبه [۴:۵۹]، لن يتبقى هناك شيء من تلك الرسالة ليبحث جيلنا عن الهدي من خلالها. ولقد ساعد الوحي التدريجي للقرآن على تنشئة جيل جديد [۹:۱۲۴]. فعلى الرغم من هذه البداية الشاقة فإنها كانت على وشك الانحراف بعد وقت قصير من وفاة محمد، إلا أنها كانت قوية بما يكفي لضمان المحفاظة على الرسالة لأجيال المستقبل.
ثانيا، إن الوحي التدريجي للقرآن الكريم لحالة معينة يسلط الضوء على هذه النقطة المهمة وأن تفاصيل الأوامر المذكورة في القرآن تنسج بشكل وثيق في خصوصيات الزمان والمكان الذي فيه يهبط الوحي بالقرآن، وبالتالي فهي ليست بالضرورة عالمية ولا أبدية. فعلى سبيل المثال يشتمل القرآن على بعض التفاصيل الصغيرة عن أحكام الميراث (والتي نزلت على ما يبدو بعد أن تم طرح الأسئلة المطابقة من قبل الناس بالمنطقة [۴:۱۷۶] [۲:۲۱۵]). والحقيقة أن مثل هذه الأحكام نزلت بناءً على سؤال أو حدث محدد، وحقيقة لا يشجع القرآن الناس بالمنطقة على طرح أسئلة عن تفاصيل لا داعي لها [۲:۷۱] [۵:۱۰۱]، وهذا يقودنا إلى أن نفهم أن مثل هذه التفاصيل ليست جوهر الدين وأنها تنسج بشكل وثيق لوقت وثقافة محددة.
ثالثا، إن البذرة مع أعلى إمكانيات الإتقان ليس لديها فرصة لتنمو في المستنقعات المالحة وسيقضى عليها في مهدها. فلولا تضحيات محمد لنشر الرسالة لشعبه [۲۶:۳]، ولولا طاعة مجموعة من شعبه [۴:۵۹]، لن يتبقى هناك شيء من تلك الرسالة ليبحث جيلنا عن الهدي من خلالها. ولقد ساعد الوحي التدريجي للقرآن على تنشئة جيل جديد [۹:۱۲۴]. فعلى الرغم من هذه البداية الشاقة فإنها كانت على وشك الانحراف بعد وقت قصير من وفاة محمد، إلا أنها كانت قوية بما يكفي لضمان المحفاظة على الرسالة لأجيال المستقبل.
الخلاصة
في هذه المقالة ناقشنا دور الرسل بشكل عام ودور رسول الإسلام بشكل خاص في تبليغ الرسالة الإلهية إلى الناس في الدنيا. ولولا تضحيات رسول الإسلام العظيم ما كان هناك القرآن الآن ليكون دليلنا ولايزال بعد ۱۴۰۰ سنة. وبالتالي فإن ابتداعنا للحديث لا يضيف أي شيء إلى مكانته الكبيرة فقط ولكنه يبين أيضاً إنكارنا للجميل تجاه كل تلك التضحيات لأننا نحرف روح الرسالة ذاتها التي جاء بها [۲۰:۸۶].
الملحق الأول: المورمونيون
المورمونيون هم مثال مثير جداً للاهتمام في التاريخ وذلك لدراسة ظاهرة اكتشاف الرسالة. فقد كان جوزيف سميث مواطناً عادياً فقال لقومه في عام ۱۸۲۳ المیلادی أنه قد وجد رسالة منحوتة على ألواح ذهبية. ووفقاً لجوزيف فإنه في وقت اكتشاف الألواح ظهر له ملك ووصف له عن ماذا تكون الألواح. لم يتبقى شيء من الألواح باستثناء شهادة اثنين من الجيران في رؤيتهم لها [1]. ولم يتنازل جوزيف أبداً عن أي نسخة من الألواح. بدلاً من ذلك كتب تدريجياً كتاباً على مر السنين، والذي ووفقاً له كان ترجمة للألواح إلى اللغة الإنجليزية. وعلى الرغم من أن الألواح المفترضة قد ولت، فإنه بالنسبة لجيلنا (ترجمة) الرسالة نفسها قد بقيت، ويمكننا قراءتها ونقرر ما إذا كانت إلهية أم لا. وإذا اعتبرنا الثقة بالقصص التاريخية وسيلة يمكن الاعتماد عليها للتثبت من صلاحية نظام العقيدة، فإننا لا يمكننا إلقاء اللوم على المورمونين لأنهم يطبقون نفس النهج الذي نحن كمسلمين نفعله. ولكن إذا أسسنا أحكامنا على مضمون الرسالة نفسها فإنه يمكننا أن نرى بسهولة الاختلافات الضخمة بين كتاب المورمون والقرآن. وإننا ندعو قراء هذا المقال لقراءة بعض الفصول من كتاب المورمون [2] وذلك لمقارنتها بالقرآن.
الملحق الثاني: القرآن والتاريخ
يوجد حالياً قراءات متعددة للقرآن [3] [4]، هناك 10 من خلالها هي الأكثر اعترفاً بها. وتعتبر الفروق بين القراءات طفيفة ولكنها أحياناً تؤدي إلى اختلافات في المعنى. وهناك أجزاء من القرآن لكل مسلم أيضاً ليست مفهومة تماماً. فالشخص الذي يجد قراءة القرآن معجزاً لا يضمن أن جميع حروف العلة والكلمات هي نفسها بالضبط القرآن الذي أنزل على الرسول. وعلى الرغم من أننا نعتقد أن القرآن هو رسالة إلهية لأنها معجزة (وليس لأن التاريخ يدعي ذلك)، وتزيد الأدلة التاريخية المتكررة جداً احتمالية أن هذا القرآن مشابه جداً لقرآن محمد. ومن ناحية أخرى، يتم تكرار النقاط الرئيسية في القرآن مثل التوحيد، ويوم القيامة والأعمال الصالحة، والتقوى في كثير من الأحيان لدرجة أن الفروق البسيطة لا يمكن أن تشوه روحهم.
لترجمة من قبل: سام لویس
لترجمة من قبل: سام لویس